Tuesday, September 3, 2019

حزب "البديل من أجل ألمانيا" المعادي للإسلام واللاجئين: فائز أم خاسر في الانتخابات الألمانية؟

تنفس الحزبان الألمانيان الرئيسان الصعداء، بعد أن صدا تقدم الحزب اليمني المتطرف ذي النزعة الشعبوية "البديل من أجل ألمانيا" في الانتخابات الألمانية الجارية، حتى الآن.
وبدا أن حزب المستشارة أنغيلا ميركل "الديمقراطيون المسيحيون" وهو من يمين الوسط، سيمسك بالسلطة في ولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، وسيظل بإمكان حزب يسار الوسط، "الحزب الاجتماعي الديمقراطي"، البقاء في حكومة ولاية براندنبورغ.
وعلى الرغم من أن كلا الحزبين الرئيسين شهدا انخفاضا في مجمل أصواتهما، مقارنة بما حصلا عليه في الانتخابات السابقة في عام 2014، لكن الانخفاض لم يكن كبيرا ويهدد مستقبليهما.
وكان حزب "البديل من أجل ألمانيا" المعادي للإسلام والمهاجرين حقق تقدما في رصيد أصواته في الولايتين الواقعتين شرقي ألمانيا، لكن يظل تقدما محدودا لا يؤهله للإطاحة بالإئتلاف الحاكم هناك؟
وتراجع حزب ميركل في ولاية سكسونيا، لكنه لا يزال في المقدمة، إذ حصل على نسبة 32 في المئة، متقدماً على حزب "البديل من أجل ألمانيا" المتطرف الذي حصل على نسبة 27.5 في المئة.
وفي ولاية براندنبورغ المحيطة ببرلين، حصل "الحزب الاجتماعي الديمقراطي"، على نسبة 26.2 في المئة من الأصوات مقابل 23.5 في المئة لحزب البديل اليميني.
وسيناقش الحزبان في كلتا الولايتين تشكيل ائتلافات جديدة، ربما تشمل حزب الخضر، وبالتالي تستبعد حزب البديل من أجل ألمانيا.
وكان التقدم الأكبر لحزب البديل في ولاية سكسونيا، حيث حصل على زيادة نسبة 17.8 في المئة مقارنة بما حققه في انتخابات عام 2014. ولطالما كان يُنظر إلى هذه الولاية على انها معقل أنصار حزب البديل اليميني المتطرف.
في عام 2017، دخل حزب "البديل من أجل ألمانيا" البرلمان الألماني الاتحادي (البوندستاغ) كحزب قومي متطرف لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. إذ حصل وقتها على 90 مقعداً من أصل 598 وحل في المرتبة الثالثة في الانتخابات الألمانية السابقة التي جرت في 24 سبتمبر/أيلول 2017.
وحصد الحزب اليميني المتطرف حينها على نسبة 13 بالمئة من أصوات الناخبين ليتجاوز بذلك أحزاب الخضر واليسار.
واستغل الحزب لجوء أكثر من مليون شخص إلى ألمانيا ما بين عامي 2015 و2016، وكان أغلبهم من دول ذات أغلبية مسلمة، ليثير الخوف لدى الناخب الألماني من الإسلام والمهاجرين، ولكسب المزيد من الأصوات والشعبية.
ويتمتع الحزب بشعبية كبيرة في القسم الشرقي من ألمانيا رغم أن أعداد المهاجرين في هذا القسم أقل من بقية الأجزاء في ألمانيا.
وصف زعيم الحزب ألكسندر غاولاند الإسلام بأنه "ظاهرة سياسية ليست جزءاً من ألمانيا".
وطرحت أليس فيدل، شريكة غاولاند في الزعامة حينها، إحصاءات عن ارتفاع معدل جرائم العنف بين المهاجرين المسلمين وطالبي اللجوء السياسي، مشيرة إلى أن وجود عدد كبير من المسلمين يؤدي إلى "تآكل دولة القانون والنظام".
وقالت فيدل إن هناك أماكن صار الألمان يخشون السير فيها مثل ميدان كوتبوسر بحي كريزبرغ الذي يكثر فيه أبناء الجالية التركية. ولكن الواقع يرد على فيدل بحسب دويتش فيلا حيث أن هذا المكان مزدحم بالمتاجر والحانات وتراجعت فيه الجريمة في عام 2017.
ويطالب الحزب بحظر الآذان ومنع التمويل الأجنبي لبناء المساجد في ألمانيا، ويعتبرها رمزا للهيمنة الإسلامية، كما يطالب بمنع النقاب الذي يراه تعبيرا عن خضوع النساء للرجال وإخضاع جميع االأئمة لرقابة وتدقيق الدولة.
ويدعو إلى إعادة العمل بالرقابة على الحدود داخل الاتحاد الأوروبي وإغلاق حدود الاتحاد الخارجية في وجه اللاجئين، وحتى السماح بإطلاق النار على اللاجئين الساعين إلى الدخول إلى الاتحاد بطرق غير شرعية.
وكان الحزب قد دفع بحزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى المرتبة الثالثة في الانتخابات على مستوى الولايات العام الماضي، حيث بات للحزب نواباً في برلمانات 9 ولايات من إجمالي 13.
ويقوم حزب البديل في حملته الانتخابية على شعار "دعونا نكمل التغير" الذي يعود إلى عام 1989، والذي يراه الكثيرون من الألمان الشرقيين على أنه عمل لم يتم إكماله.
وعلى الرغم من حجم الاستثمارات والمشاريع الضخمة التي أقامها أثرياء ألمانيا الغربية، إلا أنهم يعتقدون أن إعادة الهيكلة الاقتصادية لم تغير حياتهم كما كانوا يأملون.